lundi 24 avril 2017

رسـوم كـاريـكـاتـيـر لـلـفـنّـان سـعـاد سـلـيـم في كـتـاب وصـفـات طـبـخ بـغـداديـة



               





الـدّكـتـور صـبـاح الـنّـاصـري


كـتـاب وصـفـات طـبـخ بـغـداديـة :

نُـشـر في بـغـداد عـام 1946 كـتـاب بـالـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة يـحـتـوي عـلى 457  وصـفـة طـبـخ بـغـداديـة : Recipes from Baghdad، نـشـرتـه مـنـظـمـة الـصّـلـيـب الأحـمـر الـهـنـديـة (أي الـهـنـد الـبـريـطـانـيـة) :   Published by The Indian Red Cross
وعـهـد بـالإشـراف عـلـيـه إلى مي بـيـتي  May H. Beattie، وسـاعـدهـا في تـألـيـفـه بـديـعـة أفـنـان
Bedia Afnan و رنـيـه الـكـبـيـر  Renee Al Kabir و هـيـلـيـن غـودان  Helen Gaudin و آن والـتـر  
Ann Walter.
ونـعـرف أنّ مي بـيـتي كـانـت بـريـطـانـيـة حـاصـلـة عـلى بـكـلـوريـوس في الآداب B. A. وعـلى شـهـادة الـدّكـتـوراه  Ph.D. وكـانـت مـهـتـمّـة  بـالـفـنـون الـشّـرقـيـة، ونـشـرت كـتـابـاً عـن الـسّـجـاد الـفـارسي. 

وكـانـت بـديـعـة أفـنـان (الّـتي تـزوّجـهـا حـسـيـن أفـنـان في 1923) مـن رائـدات الـنّـهـضـة الـنّـسـائـيـة في الـعـراق وعـمـلـت في الـسّـلـك الـدّبـلـومـاسي وحـضـرت أحـد اجـتـمـاعـات عـصـبـة الأمـم. وكـانـت تـتـقـن الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة وتـتـرجـم مـنـهـا وإلـيـهـا.
أمّـا ريـنـيـه الـكـبـيـر فـقـد كـانـت تـنـتـمي إلى عـائـلـة بـغـداديـة يـهـوديـة مـعـروفـة. 

وقـد كـتـبـت مـقـدمـة الـكـتـاب الـمـلـكـة عـالـيـة، أرمـلـة الـمـلـك غـازي، ووالـدة ولي الـعـهـد فـيـصـل الـثّـاني  With an introduction by Her Majesty the Queen Mother ot Iraq
وطـبـع الـكـتـاب في مـطـبـعـة الـحـكـومـة في بـغـداد  Printed at the Government Press, Baghdad.



                                            (يـرجى الـضّـغـط عـلى الـصّـور لـتـكـبـيـرهـا)

والـكـتـاب مـن الـقـطـع الـصـغـيـر (22×5،16 سـم.)، ويـحـتـوي عـلى 163 إضـافـة إلى 11 صـفـحـة لـلـفـهـارس.
وقـد صـدرت لـلـكـتـاب طـبـعـة ثـانـيـة عـام 1952، نـشـرهـا الـفـرع الـنـسـائي لـجـمـعـيـة الـهـلال الأحـمـر الـعـراقي  The Iraq Red Crescent Society (Women’s Branch).  كـمـا صـدرت طـبـعـة ثـالـثـة في 1961 عـن مـطـبـعـة الـعـاني في بـغـداد  El-Ani Press, Baghdad.

ورسـم الـفـنّـان سـعـاد سـلـيـم غـلاف الـكـتـاب بـوجـهـيـه الأوّل والأخـيـر،كـمـا رسـم عـدداً كـبـيـراً مـن رسـوم الـكـاركـتـيـر في داخـل الـكـتـاب لـتـصـاحـب وصـفـات الـطّـبـخ. ونـجـد اسـمـه مـذكـوراً في الـصّـفـحـة الأولى مـن الـكـتـاب : Caricatures by Suad Salim.

الـفـنّـان سـعـاد سـلـيـم :


 كـان سـعـاد سـلـيـم ابـن الـحـاج مـحـمّـد سـلـيـم عـلي الـمـوصـلي، أهـمّ رسـامي جـيـل الـرّواد، وشـقـيـق الـفـنّـانـيـن جـواد ونـزار ونـزيـهـة سـلـيـم.
ولـد في بـغـداد (الـحـيـدر خـانـة) سـنـة 1918. وكـان في الـرّابـعـة والـعـشـريـن مـن عـمـره عـنـدمـا
عـرضـت لـه لـوحـات في الـمـعـرض الـفـنّي الـصّـنـاعي الـزّراعي عـام 1932.
وفي 1936، عـيّـن مـدرسـاً لـلـرّسـم، وأقـام مـعـرضـه الـشّـخـصي الأوّل في قـاعـة جـمـعـيـة حـمـايـة الأطـفـال عـام 1941.
وقـد شـارك في ذلـك الـعـام،1941، في تـأسـيـس جـمـعـيـة "أصـدقـاء الـفـنّ"، وشـارك في مـعـارضهـا، ونـشـر في نـفـس الـعـام كـتـابـاً بـثـلاثـة أجـزاء عـنـوانـه : "مـجـمـوعـة الـحـرب الـعـراقـيـة الـبـريـطـانـيـة الـمـصـوّرة".
وفي عـام 1943، إشـتـرت مـنـه مـديـريـة الآثـار الـقـديـمـة الـعـامـة ثـلاثـة رسـوم "كـاريـكـتـور" يـحـمـل كـلّ مـنهـا عـنـوان (صـفـحـة مـن الـحـيـاة الـعـراقـيـة) لـتـدخـل في "الـمـجـموعـة الـثّـابـتـة مـن لـوحـات زيـتـيـة ورسـوم مـصـنـوعـة في الـعـراق" الّـتي جـمـعـتـهـا الـمـديـريـة وذلـك لـفـتـح "قـاعـة الـصّـور 
The Picture Gallery " جـوار مـتـحـف الأزيـاء الـوطـنـيـة. (1)
ودخـل سـعـاد سـلـيـم كـلـيـة الـحـقـوق في بـغـداد عـام 1945، وبـدأ الـعـمـل في وزارة الـخـارجـيـة في 1948، واشـتـغـل كـرسـام عـسـكـري ومـنـح عـام 1955 رتـبـة نـقـيـب في الـجـيـش.
شـارك في مـعـرض بـغـداد لـلـرّسـم والـنّـحـت الّـذي أقـيـم في نـادي الـمـنـصـور عـام  1956 بـلـوحـة واحـدة.

كـان سـعـاد سـلـيـم مـن أبـرز رسّـامي الـكـاريـكـاتـور، عـمـل في عـديـد مـن الـصّـحـف والـمـجـلّات مـثـل "حـبـزبـوز" الّـتي أصـدرهـا نـوري ثـابـت في 1931. كـمـا نـشـر مـجـمـوعـتـيـن مـن الـرّسـوم عـنـونـهـمـا "مـجـمـوعـتي". وقـد أقـام في أربـعـيـنـيـات الـقـرن الـمـاضي أوّل مـعـرض خـصـص لـفـنّ الـكـاركـتـيـر في الـعـراق.

سـعـاد سـلـيـم وفـنّ الـكـاريـكـاتـيـر :

جـاءتـنـا كـلـمـة "الـكـاريـكـاتـور" أو "الـكـاريـكـتـور" أو "الـكـاريـكـاتـيـر" مـن الـكـلـمـة الإيـطـالـيـة Caricatura الّـتي تـلـفـظ "كـاريـكـاتـورا". وقـد دخـلـت هـذه الـكـلـمـة الإيـطـالـيـة في الـلـغـات الأوربـيـة الأخـرى في بـدايـة الـقـرن الـثّـامـن عـشـر.
ومـعـنى الـكـلـمـة في الأصـل : "إضـافـات مـبـالـغ فـيـهـا"، وصـارت في مـيـدان الـفـنّ رسـمـاً أو تـصـويـراً أو نـحـتـاً بـالـغ فـيـه الـفـنّـان في إظـهـار بـعـض مـمـيـزات وجـه شـخـص مـا أو جـسـمـه، ويـمـكـن أن يـصـل إلى تـشـويـهـهـمـا لأغـراض فـكـاهـيـة أي لـلـسـخـريـة مـنـه أو تـهـكّـمـيـة أي لإظـهـار عـيـوبـه ومـثـالـبـه.

وقـد اسـتـعـمـلـت الـصّـحـافـة الـفـكـاهـيـة مـنـذ ظـهـورهـا، وهي في غـالـبـهـا انـتـقـاديـة، هـذا الـنّـوع مـن الـفـنّ الّـذي لا يـتـقـيـد بـاسـتـعـمـال الـقـواعـد الأكـاديـمـيـة لـلـرّسـم أو الـتّـصـويـر أو الـنّـحـت وإنّـمـا يـكـتـفي بـبـعـض الـخـطـوط أو ضـربـات الـفـرشـاة أو الإزمـيـل الـشّـديـدة الـتّـعـبـيـر عـن مـقـاصـد الـفـنّـان.

ويـعـود تـاريـخ أوّل كـاريـكـاتـيـر عـراقي، بـالـمـعـنى الـحـديـث لـلـكـلـمـة، إلى عـام 1931، عـنـدمـا رسـم عـبـد الـجـبـار مـحـمـود غـلاف الـعـدد الأوّل مـن مـجـلّـة "حـبـزبـوز" الّـتي أصـدرهـا نـوري ثـابـت.
وقـد صـدرت في تـلـك الـسّـنـوات أعـداد مـن الـجـرائـد والـمـجـلّات الـفـكـاهـيـة والـسّـيـاسـيـة الإنـتـقـاديـة نـشـر فـيـهـا الـكـاريـكـاتـيـر عـدد مـن الـرّسـامـيـن الـشّـبـاب الّـذيـن أصـبـح بـعـضـهـم بـعـد ذلـك مـن روّاد الـحـركـة الـفـنّـيـة الـحـديـثـة مـثـل فـائـق حـسـن وعـطـا صـبـري ونـاصـر عـوني وسـعـاد سـلـيـم.

رسـوم سـعـاد سـلـيـم في كـتـاب وصـفـات الـطّـبـخ الـبـغـداديـة :


مـا أسـمي في صـفـحـة الـكـتـاب الأولى بـ "Caricatures" هي في الـحـقـيـقـة رسـوم سـريـعـة مـبـسّـطـة الـتّـخـطـيـط لـمـشـاهـد حـاول فـيـهـا الـرّسّـام سـعـاد سـلـيـم الـتـقـاط أهـمّ خـصـائـصـهـا لـيـوصـلـهـا لـلـقـارئ الـمـشـاهـد.
ولا نـجـد في هـذه الـرّسـوم خـطـوطـاً مـسـتـقـيـمـة، فـهي تـتـمـيّـز بـانـحـنـاءات خـطـوطـهـا واسـتـداراتـهـا وحـتّى بـلـولـبـيـتـهـا الّـتي تـضـفي عـلـيـهـا حـركـة وحـيـويـة تـعـبـيـريـة عـززهـا الـرّسّـام بـنـظـرات شـخـصـيـاتـه وأفـواهـم الـمـبـتـسـمـة أو الـضّـاحـكـة وحـركـات أجـسـادهـم الـمـتـمـايـلـة.

ونـجـد عـلى غـلاف الـكـتـاب، بـوجـهـيـه الأوّل والأخـيـر، سـبـعـة عـشـر مـشـهـداً مـن حـيـاة الـعـراقـيـيـن لـهـا عـلاقـة بـالأكـل والـشّـرب والـطّـبـيـخ، ربـط بـيـنـهـا الـرّسّـام بـدوائـر تـبـدو رسـوم "زلابـيـة"، تـتـتـابـع وتـتـقـاطـع ويـدور بـعـضـهـا حـول بـعـض حـتّى صـار الـغـلاف بـوجـهـيـه حـلـبـة رقـص واسـعـة.

وقـد رسـم سـعـاد سـلـيـم فـوق الـعـنـوان الإنـكـلـيـزي لـلـكـتـاب مـبـاشـرة بـائـع زلابـيـة يـدعـونـا بـيـده الـيـمـنى لـتـذوّقـهـا :

ونـجـد في أعـلى الـغـلاف الأخـيـر مـائـدة عـراقـيـة مـنـصـوبـة تـتـوسـطـهـا جـفـنـة هـبـيـط واسـعـة، يـعـلـوهـا عـدد مـن خـرفـان "الـقـوزي" بـرؤوسـهـا، تـكـدّس بـعـضـهـا عـلى بـعـض، وتـحـيـط بـالـجـفـنـة صـحـون أخـرى مـلـيـئـة بـأطـعـمـة مـتـنـوّعـة :


كـمـا نـرى امـرأة تـدقّ هـيـلاً :

وأخـرى تـهـرس :


ورجـلاً يـطـبـخ "الـبـاجـة" في قـدر ضـخـم فـوق نـار مـلـتـهـبـة :



وامـرأة تـلـبـس قـبـقـابـاً مـن الـخـشـب أمـام عـجـيـنـهـا :


ونـرى "أمّ الـلـبـن" :

وامـرأة تـعـدّ "مـعـجـون طـمـاطـة" :


وحـامـل الـمـاء مـن دجـلـة وقـربـتـه عـلى حـمـاره :

وبـائـع الـشّـربـت :


والـشّـكـرجي يـمـتـدح بـقـلاوتـه الّـتي يـلـتـهـمـهـا زبـون :

وامـرأة تـعـجـن :

وأخـرى تـخـبـز أمـام الـتّـنـور :


ونـرى امـرأة تـتـذوق "شـوربـة ؟" بـمـلـعـقـة :


وأعـرابـيـا يـصـبّ الـقـهـوة في فـنـاجـيـن وهـو يـنـفـخ عـلى الـنّـار تـحـت الـدّلّـة :


كـمـا وجـدت رسـومـاً أخـرى مـن داخـل الـكـتـاب. نـرى في واحـد مـنـهـا جـاي خـانـة بـغـداديـة :

ونـرى في رسـم آخـر نـسـاءً ورجـالاً عـراقـيـيـن وأجـانـب في حـفـل كـوكـتـيـل :

وامـرأة تـصـبّ مـن سـمـاور في اسـتـكـانـات، وخـلـفـهـا قـوري شـاي :


ونـرى رجـالاً عـلى ضـفـة دجـلـة وقـت الـغـروب يـعـدّون سـمـكـاً مـسـقـوفـاً :



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  أنـظـر مـقـالي : http://almilwana.blogspot.fr/2014/




©  حـقـوق الـنّـشـر مـحـفـوظـة لـلـدّكـتـور صـبـاح كـامـل الـنّـاصـري. 
      يـرجى طـلـب الإذن مـن الـكـاتـب قـبـل إعـادة نـشـر هـذا الـمـقـال.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire